انتقال الى الصفحة
1 2 3
4 5 التالية
|
االجدار
الفاصل يشق طريقه حول بيت إكسا
<عودة
الى البداية>![]() |
|
|
بيت إكسا حزينة ... بينما تزهو 104 من القرى
والبلدات الفلسطينية بالانتخابات المحلية
<عودة
الى البداية> كتب بلال غيث صباح الخميس، 29 أيلول... إنه يوم عادي كبقية أيام العام بالنسبة لقرية بيت إكسا (1500 نسمة) شمال غربي القدس المحتلة ... لا وجود لأي مظاهر انتخابية، وليس هناك مرشحون ... الشوارع والطرقات خالية من الملصقات والدعاية الانتخابية التي تزينت بها ثلاثة من القرى المجاورة لها وهي بدو وبيت دقو والقبيبة ... كثير منهم يتسأل أين هي الديمقراطية التي نسمع عنها ولم نعشها يوما في حياتنا؟؟ أهالي القرية يتوجهون منذ الصباح الباكر إلى أعمالهم داخل الخط الأخضر أو إلى مؤسسات السلطة الوطنية المنتشرة في بلدة الرام شمال القدس المحتلة وداخل الوزارات المنتشرة في رام الله، بالاستخدام حافلتين كبيرتين خصصتا لنقل الأهالي بمواعد محددة تسيران وفقهما، يرفض جلهم الحديث إلى وسائل الإعلام خشية ان يسألوا عن أحاديثهم لاحقا. وقبل الوصول إلى القرية يصتدم القادم إليها بكثير من المكعبات الإسمنتية التي تقوده في النهاية إلى حاجز يسمى حاجز راموت "6 كيلو مترات شمال القدس المحتلة"، وهنا تجد بوابة صغيرة لا يصل إرتفاعها المتر والواحد بعرض ثلاثة أمتار، يقف بمحاذاتها أحد جنود الاحتلال يدقق هويات الداخلين والخارجين. داخل القرية يحلم العشرات من الأهالي بذاك اليوم الذي انتظروه طويلا للحصول على الهوية الإسرائيلية ليتمكنوا من التنقل والعمل بحرية بعد سني العذاب الطويلة التي عاشوها وتستمر حتى اليوم، يرفضون كل ما هو فلسطيني أملا منهم الوصول إلى مبتغاهم، ورغبة في التعبير عن رفضهم للإهمال الرسمي الفلسطيني الذي يعانون منه منذ مجيء السلطة الفلسطينية. وإمعانا في الأزمة التي تحياها هذه القرية لم يتقدم إلى المجلس لانتخابات المجلس القروي التي كان من المقرر أن تجري الخميس التاسعع والعشرين من أيلول أي قائمة، فالأحزاب السياسية لم تنجح في تشكيل أي قائمة داخل هذه القرية ، لانه لا يوجد لها أي ممثلين فيها أصلاً، حتى التحالفات العشائرية التي حاولت أن تشكل إحدى القوائم لم ترى قائمتها النور لأسباب لا يفمها أهالي القرية أنفسهم!! وبعد عناء يجد المسافر نفسه في إنحدار طويل يقودك في النهاية إلى قرية تعتلي جبلين فقط من جبالها الكثيرة التي يمنع الاحتلال إستصلاحها أو حتى الوصول إليها، تجدها محاصرة بالمستمعرات من كل الجهات، فهذه مستوطنة رموت التي يقطنها ما يقارب الـ30 ألف مستوطن حسب الإحصاءات الإسرائيلية تحيط بها من الجهة الجنوبية الشرقية، بينما تقف قرية لفتا التي استوطن المستعمون عددا منها في الجهة الجنوبية من القرية ويمنع الأهلي من الإقترا منها. وبالقرب منها وفي الجهة الجنوبية الغربية توجد مستعمرة "مفسيرت تسيون التي تقيمها وقات الاحتلال على أراضي قريتي بيت إكسا وبيت سوريك الفلسطينيين إضافة إلى قرية قالونيا المدمرة عام 1948، أما لجهة الشمالية فهي أراضي كثيرة خالية وغير مزروعة إلا من الأشجار الحرجية التي زرعها موظفوا ما يسمى بـ"صندوق الكيرن كيمت" الإسرائيلي تمهيدا لإستيلاء عليها. عند الدخول والحديث مع الأهالي ليس على أساس صحفي في تجد أن شغلهم الشاغل لهم لقرار الإسرائيلي الذي أبلغهم إياه أحد جنود الاحتلال مطلع الأسبوع الحالي والقاضي بمنعهم من البناء او الذهاب إلى ما تبقى لهم أراضي زراعية أو حراثتها أو قطف محصول الزيتون، لأنها مرحلة دقيقة تمر بها القرية.الكثيرين اعتبروه كارثة كبرى حلت بقريتهم لأنهم لن يسطيعوا البناء مجددا أو إكمل منشائتهم القائمة حاليا، فيما اعتبره آخرون مبشرات جديدة لتحقيق حلمهم الذي طالما انتظروه طويلا!!! قبل وقت قريب فقط شهد اهالي القرية حدث كبيرا إنها الانتخابات الرئاسية لما يشارك إلا القليل منهم فيها، فهم يرون أن صوتهم فيها كان غير مؤثرة وكانت النتيجة معروفة مسبقا، او أنهم قاطعوها لأن عددا من المجوعات الدينية قد حرمت المشاركة فيها كما يشير عددا منهم. لجنة الانتخابات المحلية تؤكد أنها القرية الأولى منذ إنطلاق الانتخابات المحلية التي لم تقدم فيها أي قائمة نفسها، وربما الأولى أيضا منذ عام 1974 وهو تاريخ إجراء الانتخابات المحلية السابقة التي لم يتقدم فيها أي مرشح لرئاسة المجلس القروي في الضفة الغربية والقطاع. |
الحاج
عبد السلام الخطيب... ثلاث نكبات ويخشى أن يعيش الرابعة
<عودة
الى البداية>
كتب بلال غيث ثلاث نكبات عاشها الحاج عبد السلام الخطيب (78 عاما) المقيم في قرية بيت إكسا شمال غرب القدس المحتلة، وهو يخشى حاليا أن يعيش نكبته الرابعة بسرقة أرضه الزراعية التي اعتاد فلاحتها منذ أربعة عقود. تجاعيد وجه وهرم جسده طويل القامة يبدو أنها لم يؤثر في إصراره على البقاء هذه المرة وربما التعرض للموت داخل بيته كما يقول في حال محاولة الإسرائيليين طرده من منزله خصوصا في الظل الظروف الصعبة التي تحياها قريته الصغيرة بفعل جدار الفصل العنصري. يجلس الحاج الخطيب داخل منزله القديم المكون من غرفتين الواقع وسط البلدة القديمة المهدومة منذ عام 1948، والذي أعاد ترميمه بعد أن فجرته العصابات الصهيونية يروي تفاصيل النكبات التي عاشها وأهالي قريته على أيدي المحتلين. يقول الحاج الخطيب أنه لن ينسى ذلك النهار الرمضاني الحار، حيث كان الناس وسط حقولهم الزراعية يحصدون قمحهم تمهيدا لبيعه عندما اقتحمت العصابات الصهيونية قرية "خروبة" التابعة لمدينة الرملة في تلك الحقبة والتي كان يقطنها قرابة 600 شخص، وأجبروا سكانها على الرحيل حفاة عراة تحت تهديد السلاح، ليرحلوا جميعا خصوصا بعد أن انتشرت أخبار الجرائم التي ارتكبتها عصابات (إيتسل) و(ليحي) الصهيونيين في مدينة اللد والقرى القريبة منه، ولم يبقى في القرية سوى قليلة من الفدائيين المدافعين الذين استشهدوا في وقت لاحق. لم يتسنى للحاج الخطيب أن يعود لإغلاق منزله وإحكامه أو إلقاء نظره وداع عليه، ظناً منه أن رحيله سيكون مؤقتا وأنه سيعود إليه بعد أن تغادر العصابات الصهيونية من حيث أتت لكنه لا يزال ينتظر هذه العودة حتى اليوم. سني نكبته الثمانية والخمسين لم تنسه تفاصيل أرضه الزراعية ولا بيته الطيني، فهو لا يزال يقدم لكل من يزوره تفاصيل أرضه المزروعة بالقمح والشعير والتي تتجاوز مساحتها 150 دونما كما يقدرها، وهي تشكل جزءا من السهل الساحلي الفلسطيني، كما بدا حزينا وهو يتحدث عن تفاصيل جني محصول القمح وبيعه في مدينتي اللد الرملة. وكم يبدو حزينا وهو يتذكر مرارة الرحيل والتي عاشها حتى وصل قرية "بيت إكسا" التي يقيم بها حاليا وحيدا بعد أن توفيت زوجته، قائلا أنه لم يهدأ لهم بال، بعد فبعد أسابيع قليلة من وصولهم إلى القرية انتشرت أخبار مذبحة قرية "دير ياسين" المجاورة لهم، وخشية على حياتهم قاموا بمغادرة القرية مرة أخرى إلى أماكن مختلفة منها مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا وإلى مدينة رام الله والبيرة. ولكن رحيلهم لم يكن بالأمر السهل حيث رحلوا وسط الاشتباكات التي كانت تدور بين جيش الإنقاذ العربي المتمركز على جبل "النبي صموئيل" المطل على مدينة القدس، وبين العصابات الصهيونية التي تواجدت في قريتي "دير ياسين" و"لفتا" والتي قامت في وقت لاحق بتدمير قرية "بيت إكسا" المكونة من 120 بيتا بالكامل، بما فيها بيت الحاج عبد السلام الذي كان يستخدمه كمكان يحضر إليه في الصيف فيما يعود في الشتاء إلى بلدته "خروبة". وبعد ثلاث سنوات من الرحيل جرى اتفاق بين القوات العربية والحركة الصهيونية على إعادة قرية "بيت إكسا" إلى السيادة العربية مقابل الحصول على جزء من قرية بتير جنوب القدس المحتلة وهو الذي يمر منه خط سكة الحديد التي تربط بين مدينتي يافا والقدس. وبالفعل عاد أهالي القرية إلى قريتهم يلملمون جراحهم فرحين بالإنجاز الذي تحقق، وشرعوا في إعادة ترميم منازلهم التي دمرها القصف الصهيوني، وكانوا مستبشرين بنصر الجيوش العربية وعودتهم أيضا إلى بلدتهم الأخرى "خروبة". ولكن في العام 1967، كما يقول الحاد عبد السلام الخطب وخشية على حياتهم ونظرا لصورة المجازر التي لا تزال عالقة في أذهانهم ولاقتحام جزء من جيش الاحتلال الإسرائيلي البلدة بحجة التفتيش عن الأسلحة غادر جزء كبير من أبنائها إلى الأردن عبر معبر الكرامة، وبمن فيهم الحاج عبد السلام الذي تمكن من التسلل والعودة لاحقا إلى القرية.
واليوم يبدى الحاج خشيته أن يهجر أهالي
قريته مرة أخرى خصوصا أن جدار الفصل العنصري الذي يبنى على أراضيهم
الزراعية، أصبح يحول دون تمكنهم من الوصول إليها أو فلاحتها، ولم يتبقى لهم
سوى منازلهم بعد أن أصبحوا معزولين بالكامل في سجن كبيرة بين الجدار الذي
يبنى حول الضفة وحدود العام 1967 التي تفصلهم الأراضي المحتلة عام 1948. |